كلمة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام المؤتمر الاقتصادي الذى عقد فى فندق الماسة بالعاصمة الادارية الجديدة جاءت مفعمة بأحاسيس ومشاعر وذكريات وتحديات وآمال وانفعالات ، ولذلك ربما تعد من أطول خطب الرئيس منذ أن تولى المسؤولية فى ٢٠١٤.
شخصيا كنت أفضل أن تكون كلمة فخامة الرئيس مكتوبة ومعدة سلفا ، لتصل إلى الهدف من أقصر طريق ولتكون أقوي تأثيرا .. صحيح أن الحديث التلقائي قد يكون مطلوبا فى بعض الأوقات ، ولكن ينبغى أن يظل فى دائرة الاستثناء وليس القاعدة...
ولا أدري هل أكون متجاوزا لقدري إذا قلت أننى لم أتقبل بقبول حسن ربط فخامة الرئيس بين أحوال مصر وأحوال حديقة حيوان الجيزة وما وصلت إليه من تردي وما تعانيه من مشكلات.. فمصر أكبر وأعظم كثيرا من أن تقارن بحديقة الحيوان.. وإذا كان لا بد من المقارنة والربط فكان من الممكن ربط أحوال مصر باحوال متحف الحضارة أو المتحف المصري الكبير أو العاصمة الإدارية الجديدة أو العلمين الجديدة.
والحقيقة أن الربط بين أحوال مصر وحال حديقة الحيوان اثار فى عقلى أسئلة كثيرة أتمنى أن تكون مشروعة:
* هل يستعصى على أجهزة الدولة التى افتتحت قناة سويس جديدة فى ظرف عام أن تصلح حال حديقة الحيوان
* هل يستعصى على أبناء مصر الذين بنوا السد العالى وحائط الصواريخ والعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة إصلاح ما أفسده الدهر والإهمال فى حديقة حيوان؟
*من المسؤول عن تردي أوضاع حديقة الحيوان ؟ ولماذا تركت حتى وصلت للتردي؟
* ألا يوجد فى مصر قيادة تستطيع إعادة حديقة الحيوان إلى سيرتها الاولى.. قيادة تدرك أن توفير الطعام والرعاية الطبية لحيوانات وطيور الحديقة أهم من وضع ديكورات على أسوار الحديقة.. قيادة تحترم زوار الحديقة وتؤمن بحقهم فى الاستمتاع والترفيه عن أنفسهم
* الحديث عن تردي أوضاع حديقة الحيوان جعل الشك يتطرق الى قلبى ، وبالعامية الفار يلعب فى عبى ، وتساءلت هل يكون ذلك مقدمة لخصخصتها وبيعها مثل مجمع الحديد والصلب والمراجل البخارية وفحم الكوك... وهل سنشترط على من يشتريها الإبقاء عليها كحديقة حيوان أم سيحولها الى مطاعم وملاهى وربما شاليهات.
أعلم أننى قد أكون مبالغا فى الخوف على حديقة غالية تمثل الكثير لغالبية المصريين.. ولكن طرح الاسئلة قد يكون من حسن الفطن ، خاصة مع مشاريع تطوير وتحديث حديقة الميرلاند والحديقة الدولية وحديقة الفسطاط وحديقة الأسماك.. وكلها حدائق تمثل الكثير كرئات لسكان القاهرة ومتنفس لهم بأقل الإمكانيات.
وإذا كنت قد تشجعت وقلت اننى غير سعيد بربط فخامة الرئيس بين حال مصر وحال حديقة الحيوان.. فإننى سأسمح لنفسى أن أتمادي فى الشجاعة وأتمنى على فخامة الرئيس أن يرشد من مداخلاته فى البرامج الحوارية الليلية ، فمقام الرئيس أكبر بكثير من برنامج ربما لا يحظي مقدمه بشعبية ملحوظة أو لنقل شعبية كافية تضمن نسب مشاهدة عالية.. ومعذرة فخامة الرئيس أن كنت قد تجاوزت قدري غير أننى محب لمصر وأعرف قدر رئيس جمهورية مصر العربية.
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعية